رسومات على ريش الطيور 195814.png

dimanche 11 janvier 2015

المجاهدون الإرهابيون






يحلمون بالشهادة ويمجدون الشريعة والخلافة، ولكن خلف هذا الخطاب المؤمن يخفي المتجهون للقتال في سوريا والعراق دوافع أكثر دنيوية، هذا ما يؤكده الخبراء والمسؤولون.
قسوة العيش، والرغبة في المغامرة، والمطالب السياسية، وعدم القدرة على الاندماج في المجتمع، والانجذاب للحرب، والرغبة في السير على خطى الأصحاب، والحصول على لقب بطل في نظرهم، وخوض تجربة مثيرة مع المجموعة، هي بعض من الأسباب. ويلتقط كثر من الشباب الخطاب الإسلامي المتطرف على الانترنت، والذي قلما يفهمونه أو يعرفون مقتضياته، ويستخدمونه للتعويض عن نواقصهم وضعفهم ولتغذية أوهامهم أو تطلعاتهم المثالية.
ويقول الاختصاصي في علم النفس السياسي ومدير مركز دراسات الإرهاب في جامعة بنسلفانيا البروفسور الأميركي جون هورغان "اعتقد أن الأسباب (التي تدفعهم للسفر إلى تركيا للالتحاق بالجهاديين) ليس لها علاقة بالدين بقدر ما يعتقد البعض".
ويضيف أن "الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تبيعهم الأوهام، وخليطاً من المنافع الشخصية والسياسية، فهؤلاء الشبان يوعدون بالجنس والمغامرة والإثارة والرفقة، لكن يمكنهم كذلك الانتقام من قرون من التفرقة والتغريب، كما يشكل استخدام أفعالهم لإهانة الغرب مكافأة إضافية".
ونجح تنظيم "داعش" في توظيف قنوات التواصل الاجتماعي والخرافات والاقتباسات الدينية، التي يعرفون أنها ستخدم أغراضهم وتجذب الشباب للالتحاق بهم.
وفي دراسة بعنوان "التحول الناجم عن الخطاب الإرهابي الجديد لدى الشباب"، يفصل "المركز الفرنسي لدرء الانحراف الديني المرتبط بالإسلام" كيفية توظيف فيلم "المصفوفة" (ذي ماتريكس) (اخرج من المصفوفة وأصبح المختار)، وثلاثية "سيد الخواتم" (عد إلى الجماعة) أو لعبة فيديو "عقيدة القاتل" (أطع السيد المقدس)، في التجنيد.
ويوضح التقرير أن "الخطابات الإرهابية الجديدة طورت وسائل التجنيد من خلال التخصص في استخدام الانترنت كأداة، إلى درجة أنهم يقترحون عروضا شخصية مختلفة عن بعضها وتلائم شبانا مختلفين تماما".
بعدها، يتابع التقرير، "ينقلون الشاب من التكوين العقائدي الافتراضي إلى التجنيد الميداني".
ويقول الأخصائي النفسي، الذي تابع مسار المتطوعين "للجهاد" والعميل السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ومؤلف كتاب "الوجه الحقيقي للإرهابيين"، مارك سيغمان "معظمهم لا يعرف شيئا عن القرآن".
ويضيف "إنهم يشعرون بالانتماء إلى جماعة سياسية، فهنا هم مجاهدون، الدين هو مجرد قشور، إنها جماعة إسلامية ولكن كان يمكن أن تكون أي شيء آخر، جماعة فوضوية أو مناهضة للفاشية (...) انه مجتمع وهمي وهم يتخيلون أنهم يشكلون جزءا منه حتى وان كانوا لا يمتون إليه بصلة، إنهم يشعرون بأنهم جنود للدفاع عن هذا المجتمع الذي يقال لهم انه يتعرض للعدوان".
وفي كلمة أمام مركز للأبحاث في واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري: "العام الماضي، غادر شابان بريطانيان للانضمام إلى داعش، قبل مغادرتهما طلبا كتاب الإسلام للأغبياء والقرآن للأغبياء" (اسلام فور دميز)! وأضاف "لنكن صريحين، مجندو داعش لا يبحثون عن مؤمنين متبحرين في الإسلام، إنهم يؤكدون أن أعمال القتل والتعذيب والوحشية والاغتصاب وانتهاك المحرمات تؤتى بوحي الهي، هذه سخافات". وتؤيد هذا التحليل الطبيبة كانتا احمد البريطانية التي درست شخصيات المتطوعين "للجهاد".
وتقول الطبيبة لصحيفة "الغارديان" البريطانية قبل فترة قصيرة "إنهم يسعون وراء حلم وغالبا لا تكون لديهم أي فكرة عن الإسلام، يصبحون سجناء لهذا الوهم، كما ينغمس البعض في عالم العاب الفيديو، ويغريهم الكلام المشبع بالاستعارات والتشبيهات التي ليس لها صلة بالإسلام الحقيقي". وتضيف: "هؤلاء الشباب يشعرون بلا شك أنهم سجناء في عالم تافه وعادي، وداعش تجعلهم يعتقدون أن بإمكانهم أن يكونوا جزءاً من شيء أكبر (...) إذا كنت شاباً وخيالك محدود ولديك مشكلة في التواصل مع الجيران والأصدقاء في مجتمع تعددي، يمكن بسهولة إغواؤك فأنت تشبه صفحة بيضاء".


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire