رسومات على ريش الطيور 195814.png

dimanche 11 janvier 2015

الإنتخاب يسيل اللّعاب



    بم توصف رغبة البعض الجامحة في بلوغ مسؤوليات لم يخلقوا لها ؟ و بم توصف اغترار البعض بالمناصب العليا يطلبونها وهم ليسوا بأهل لها ؟ماذايقال في أشخاص من الجنسين زيّن لهم الطّمع التقدّم للإنتخابات الرّئاسية كما لو كان الأمر يتعلّق بطلب لفتح دكان؟؟كيف للبعض أن يقتحم ميدانا هو عنه غريب غرابة الأعزل في ساحة الحرب ؟؟
   إنّ تجربة المجلس التّأسيسي زيّنت للحالمين بالمنصب و المرتّب و الحصانة و الامتيازات أن يجرّبوا حظوظهم والحال أنّهم أول المقتنعين بعبثية المحاولة و سلبية النّتيجة .
   إنّ للسلّم درجات أيّها السّادة و السيّدات ، و إنّ عمليّة التسلّق المشروعة تخضع لنواميس و أخلاقيات و ليس من النّباهة السّياسية أن يغفل من رام القيادة عن منطق التدرّج في المسؤوليات نستغرب ما آل إليه حال بعض التّونسيين الذين لم يئن لهم أن ينتبهوا من صدمة الثّورة كأنّ الأبصار أغشيت و القلوب أقفلت و لعبت بالعقول أحلام العظمة لعبتها المثيرة بعد أن كشفت المناصب عن مفاتنها كشفا أسال لعاب البعض و أدار رقاب البعض الآخر و حوِلت له عيون طائفة ثالثة و احترقت راحات مجموعة رابعة وهم يحكّون يمنى بيسرى في عملية اشتهاء حمقاء و تحسّر باطني عقيم .
   قد يقول البعض إنّ سنوات القحط السّياسي التي عرفتها تونس منذ الاستقلال إلى ما بعد ثورة 2011 قد ولّى وإنّ الكبت الذي عاشه المواطن العادي و الناشط في ميدان ما آن له أن يضمحلّ بل أن يتحوّل رغبة صريحة و معلنة في ممارسة الحقّ الضائع لعقود قد نفهم مثل هذه التبريرات التي يفسّر بها هذا التدفّق نحو الترشّح  لمناصب لا تصلح لهم ولا يصلحون لها غير أنّ المنطق يقول "عاش من عرف قدره" فللسياسة أهلها و للفنون مبدعوها و للاقتصاد خبراؤه وللشحاذة هواتها فما بال الأمور اختلطت في الأذهان ولم نعد نعرف من نحن و ماذا نريد ؟
ما بال الناس في بلادي يخطئون في التقدير و يغامرون في ميادين هم عنها أغرب من الأيتام حول مآدب اللئام  أما دروا أنّه لا يثبت في ساحات الوغى إلا صارم أو ضبارم ...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire