إنّ التّفاعل و التّواصل بين الثقافات ظاهرة انسانية متأصّلة في التّاريخ ، وإنّ العولمة بقدر ما ساهمت في التقارب بين الشّعوب و انفتاحها على ثقافات بعضها البعض أدّت إلى ظهور نرجسية و عجْب وانغلاق على الذّات حتى صار التّباين بين خطاب تلاقح الثقافات و بين الواقع المؤلم المكرّس للعنف و التطرّف و الأحقاد و الخوف من الهيمنة و الاحتواء و بالتالي الذّوبان ، صار ذلك التّباين يشكّل أهمّالانشغالات التي تحيّر العقول .
و لعلّ ارساء ثقافة للسّلام يترعرع فيها حوار جادّ لا يخرج عن مبادئه و لا ينزلق في متاهات "الشوفينية الثّقافية " و التعصّب الدّينيّ و الهيمنة الاقتصادية كفيل بأن يحدّد مسار البناء و كيفية التصرّف بحكمة و توازن لتجاوز التوتّرات و الأزمات و لامتصاص أشكال العنف و التسلّط و الحدّ من النّزاعات و التطرّف .
هذا التحاور الجدّي لا يحصل إلاّ مع آخرين لا يتقاسمون معنا في الانتماء ، مع آخرين يعتبرهم البعض ، تجنّيا ، أشرارا و أنّ ما ينتجونه يخلو من كلّ طابع انساني و يسعى إلى تشويه العقول و إرباك التصرّف ، إنّ انفتاح ثقافتنا العربية الاسلامية على باقي الثقافات يثريها لا يفقرها و ينهض بها لا يعيقها . أليست الحكمة في تنوّع الشّعوب و اختلافها هي التّعارف وهو ما تشير إيه الآية الكريمة : ....و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ..." و لمّا كانت لكلّ امّة فضائل و رذائل و لكلّ قوم محاسن و مساو ، و لكلّ طائفة من النّاس في صناعتها كمال و تقصير ، تصبح عملية التّفاعل واجبة ففيها بحث عن الحكمة ولا يخفى أنّ الحكمة ضالّة المؤمن يأخذها أنّى وجدها فإن لم يفعل فقد قصّر في واجب و أضرّ بثقافة إذ لم يغنها بما ينفعها . ألا ترى أنّ الانهار تعظم بروافدها ..
أقول هذا ردّا على من يعتبر الأخذ عن الآخر عامّة و عن الغرب خاصّة خيانة للأصول و تنكّرا للتراث و تشجيعا على التنصّل من الذّات بعد اتّهامها بالقصورو الدّونية وهجرها غير مأسوف عليها إلى غيرها من الثّقافات المادّية الآسرة ببهرجها لا يهمّ إن شوّهت أو أعشت أو أغوت أقول لن تفلح أمّة حاصرت أفرادها و حرّمت عليهم ما هو واجب بل و فرض عين فكما أعتبراتّهام الاخر بالباطل جناية لا تشرّف المتهم ولا تدين المتَّهَم فإنّي أعتبر القطيعة مع الأصل جرم شنيع ولا أقبل أن يمسي الخلف منبهرا يدور في فلك الغالبين كالقطيع الذي لا يختار مرعاه و ينتقي ما يلذّ و ينفع فليس كلّ ما يدخل الجوف يهضم و يفيد !!
على الآخذ أن ينظر في ما يأخذه نظرة العاقل لا نظرة المنبهر يجب أن تكون المرآة التي نرى بها الآخر سليمة مصقولة لامكسورة ولا مخدوشة حتى تبدو لنا الأشياء على حقيقتها كما تبدو مكوّنات الشيء تحت عدسة المجهر .
أقول هذا ردّا على من يعتبر الأخذ عن الآخر عامّة و عن الغرب خاصّة خيانة للأصول و تنكّرا للتراث و تشجيعا على التنصّل من الذّات بعد اتّهامها بالقصورو الدّونية وهجرها غير مأسوف عليها إلى غيرها من الثّقافات المادّية الآسرة ببهرجها لا يهمّ إن شوّهت أو أعشت أو أغوت أقول لن تفلح أمّة حاصرت أفرادها و حرّمت عليهم ما هو واجب بل و فرض عين فكما أعتبراتّهام الاخر بالباطل جناية لا تشرّف المتهم ولا تدين المتَّهَم فإنّي أعتبر القطيعة مع الأصل جرم شنيع ولا أقبل أن يمسي الخلف منبهرا يدور في فلك الغالبين كالقطيع الذي لا يختار مرعاه و ينتقي ما يلذّ و ينفع فليس كلّ ما يدخل الجوف يهضم و يفيد !!
على الآخذ أن ينظر في ما يأخذه نظرة العاقل لا نظرة المنبهر يجب أن تكون المرآة التي نرى بها الآخر سليمة مصقولة لامكسورة ولا مخدوشة حتى تبدو لنا الأشياء على حقيقتها كما تبدو مكوّنات الشيء تحت عدسة المجهر .

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire