لم يعد هناك صبر على نواب نوائب يسمعون شعبا وثق فيهم غليظ القول الدالّ على فظاظتهم و سوء أدبهم أعجب لمن يقابل إحسان النّاس بالإساءة فمن رفع هؤلاء إلى مجالسهم لا يلقون منهم إلا الازدراء و الكبرياء ..لا يختلف في الذّكر و الأنثى النائب ورئيس الكتلة ورئيسة المجلس كأنّما كرع جميعهم من نبع البذاءة ..


يحدث في مجلسنا التّأسيسيّ الموقّر ما يستفزّ المشاعرأيعقل أن تكون النّخبة المنتخبة بهذا المستوى المتدنّي من التّعامل و التّواصل و التدخّل في المناقشات ؟ ما هذا الذي نسمعه من نائبات و نوّاب لو صمتوا لكان خيرا لهم؟ لقد بلغ السّيل الزّبى لم يعد هناك صبر على هؤلاء العابثين بالمشاعر المتخاصمين على الكرّاس و القلم ، المنشغلين بالصحيفة و الهاتف ، المداعبين لأزرار حاسوب يقرؤون آخر ما ظهر على صفحات التّواصل الاجتماعيّ المتثائبين على كراسيهم الوثيرة ... لم يعد هناك صبر على حاضرين غائبين وعلى متدخلات يثرن بجهلهنّ الأعصاب .
مشكلة وطننا في من تعهّدوا بكتابة دستور يرسم قواعد الحياة السياسية و يحدّد منهج العمل و يضبط قوانين التمشّي الديمقراطي والتزموا أن ينجزوا هذه المهمّة السامية و الأساسية في سنة واحدة رآها الخبراء كافية وزيادة فإذا همّهم التّمطيط و التّراخي و السعي إلى الحصول على امتيازات يحقّقها البقاء أطول مدّة ممكنة ولو انتهت المهام المنوطة بعهدة هؤلاء بدعوى أنّ الفراغ مضرّ بالحياة السياسية في البلاد .
و تمرّ السّنة تليها السّنة و المواطن ينتظر الولادة الدستورية التي لا ترى النور ، جلسات تعقبها الجلسات واجتماعات تتلوها الاجتماعات و نقاشات تنتهي لتبدأ من جديد ومهاترات وتلاسن و خصومات و اتهامات و سباب وتجاوزاتو لا دستور في الأفق ...
ووعود و تواريخ تنسخها تواريخ وبعض التقدّم ينتهي بالعودة إلى المربع الأوّل بعد أن تدخّلت المحكمة الإدارية في أكثر من مرّة لتذكّر صنّاع القوانين بأنّهم تجاوزوا القانون .
ولنسأل بصراحة وبعد هذه الفترة الممطّطة و الجلسات المرطونية الخاصّة و العامّة ، ماذا أنجز هذا المجلس الموقّر ؟ ما هي القوانين الأساسية التي تمّت المصادقة عليها وأصبحت نافذة المفعول ؟ هل أنجز قانون يحددّ الهيئة العليا لللإنتخابات ؟ هل أنجز القانون الذي يضمن حرّية الإعلام ؟ هل أنجز القانون المتعلّق بحيادية القضاء و استقلاله؟ هل تمّ البتّ في قانون العدالة الانتقالية ؟
يا سادة يا كرام يا متبثين بشرعية لم تعد مشروعة أما آن الأوان لتقوموا بالواجب في المدّة التي يتطلّبها ؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire