و أخيرا تحدّث مفتي الدّيار التّونسية عن الإرهاب فاعتقدت أنّ الرجل سيسهم من موقعه في تجلية المفاهيم و تقويم الرّؤى و تخليص الدين ممّا علق به من تأويلات ما أنزل الله بها من سلطان .. لكنّ خيبة أملي ممّا سمعت كانت فوق التحمّل لأنّ ما قاله السيّد حمدة سعيّد لا يرقى إلى الخطّة التي يشغلها ، و الصّفة التي يقدّم بها و لايدلّ على فكر مـتنوّر و تقييم منطقيّ ، موضوعيّ لتاريخ تونس الحديث بقدر ما يوحي بتحامل مجاني لا مبرّر له لا يجوز أن يصدر عمّن تولّى منصب الإفتاء.
بكلّ بساطة مقيتة يربط السيّد مفتي الجمهورية بين الإرهاب وما أتاه أوّل رئيس للجمهورية التّونسية الحديثة من قول و فعل كما لو كانت سياسته تستهدف العقول أوّلا والأبدان ثانيا فلا ترقى بهذه ولا بتلك . ولا تسعى إلى توفير وسائل النهوض بالتونسيّ فكرا و ساعدا ، فباني تونس الحديثة غدا في نظر مفتيها الثّاقب هو من وضع أوّل لبنة من لبنات الإرهاب فقد أشعل هذا الفتيل يوم أزاح عن المرأة حجابا اقترن بوضعية كانت فيها حوّاء حبيسة البيت وخادمة الرّجل تجترّ الخرافة و ترضع الجهل . ولسائل أن يسأل : هل يعقل أنّ من جعل التعليم و الصحّة من أولويات العمل التنموي ، من أراد لتونس رجالا ثروتهم عقل ناضج و ساعد مفتول يؤسّس لمنظومة إرهابية ؟ نعم لم يرتض التطرّف و التّعصّب وعادى من يتبنّى هذين الشعارين من مال إلى المغالاة ممّن تحجّرت عقولهم و عميت أبصارهم و غلت الأحقاد في صدورهم .هل يخطر ببال عاقل أنّ من سبق عصره يدعو لجيل مستقبله هو الماضي البعيد و نماذجه العليا لم ينجحوا إلاّ في توريد وسائل الخراب و عوامل التخلّفيقوّضون بها ما بناه سواهم .
كيف استقام التفكير للسيّد مفتي الجمهورية فرأى في نشر التّعليم ومجانيته لتحرير العقول من إسار التعصّب و الجهل و في بعث المؤسسات الصحيّة لوقاية الأجسام فتحا لباب الإرهاب وانزلاقا في منحدر التطرّف؟إنّ الأمر لعجيب أن يربط السيّد المفتي بين الإرهاب وأزهى فترات التمدّن التونسي .
في كلام السيّد المفتي ما يسمح لنا بالقول إنّ الرّجل يتحامل على خصم قديم لم يبلغ ما بلغه من الغيرية والوطنية فهل ينكر السيد المفتي أنّ الارهاب ترعرع في مجتمعات لم تعرف النساء فيها غير النقاب و الحجاب ولم يمارس الإرهاب فيها إلاّ ذوو اللحى الطويلة والنّظر القصير ؟ إنّ سفور التونسيات أدخلهنّ الجامعات و فتح لهنّ أبواب العمل ولم يكن البتة سببا في ظهور التطرّف ثمّ الإرهاب لأنّ هذا السلوك الغابيّ نما و ترعرع في بوادي الجهل و صحاري التخلّف و الكبت واستقام عوده بدعم من أصحاب المال و "العقال"الذين لم يروا في المرأة إلا ّ ردفا ونهدا ، الذين أهانوا المرأة فسمّوها الموطوءة و غيّبوها وراء النقاب للتعثّر في سوادها ظنّا منهم أنّ العفّة في الثّوب وما خطر ببال أحدهم أنّ استنقاص المرأة احتقار للذّات قبل كلّ شيء ، وهو دليل صغار و لؤم ومؤشّر واضح على انقياد أعمى لنوازع النّفس يستسلم له المرضى بذكورتهم المستنكفين من ذكر المرأة إلاّ كناية كما لوكانت نجاسة تؤذي أو قبحا وجب ستره .
كفى المرأة تعثّرا في أذيال الجهل و التّبعية و لنحذر ردّة تعيد إلى الذّهن عنجهية رجال يزعمون أنّ مقصورة الحريم هي المكان الطبيعي ّ للمرأة و أن عفافها لا يضمنه إلاّ النّقاب يحوّلها كتلة من السّواد .
كيف استقام التفكير للسيّد مفتي الجمهورية فرأى في نشر التّعليم ومجانيته لتحرير العقول من إسار التعصّب و الجهل و في بعث المؤسسات الصحيّة لوقاية الأجسام فتحا لباب الإرهاب وانزلاقا في منحدر التطرّف؟إنّ الأمر لعجيب أن يربط السيّد المفتي بين الإرهاب وأزهى فترات التمدّن التونسي .
في كلام السيّد المفتي ما يسمح لنا بالقول إنّ الرّجل يتحامل على خصم قديم لم يبلغ ما بلغه من الغيرية والوطنية فهل ينكر السيد المفتي أنّ الارهاب ترعرع في مجتمعات لم تعرف النساء فيها غير النقاب و الحجاب ولم يمارس الإرهاب فيها إلاّ ذوو اللحى الطويلة والنّظر القصير ؟ إنّ سفور التونسيات أدخلهنّ الجامعات و فتح لهنّ أبواب العمل ولم يكن البتة سببا في ظهور التطرّف ثمّ الإرهاب لأنّ هذا السلوك الغابيّ نما و ترعرع في بوادي الجهل و صحاري التخلّف و الكبت واستقام عوده بدعم من أصحاب المال و "العقال"الذين لم يروا في المرأة إلا ّ ردفا ونهدا ، الذين أهانوا المرأة فسمّوها الموطوءة و غيّبوها وراء النقاب للتعثّر في سوادها ظنّا منهم أنّ العفّة في الثّوب وما خطر ببال أحدهم أنّ استنقاص المرأة احتقار للذّات قبل كلّ شيء ، وهو دليل صغار و لؤم ومؤشّر واضح على انقياد أعمى لنوازع النّفس يستسلم له المرضى بذكورتهم المستنكفين من ذكر المرأة إلاّ كناية كما لوكانت نجاسة تؤذي أو قبحا وجب ستره .

كفى المرأة تعثّرا في أذيال الجهل و التّبعية و لنحذر ردّة تعيد إلى الذّهن عنجهية رجال يزعمون أنّ مقصورة الحريم هي المكان الطبيعي ّ للمرأة و أن عفافها لا يضمنه إلاّ النّقاب يحوّلها كتلة من السّواد .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire