النّور و النّار

 ارفع أيّها العربي الأشمّ عينيك إلى السماء لا تخجل ،  حدّق ولا تأس فبنوا أعمامك  

لم يدّخروا جهدا ولا مالا لينشروا في سمائك الأنوار وفي كيانك الدمار تأمّل كيف   يحتفل الأقرباء بالعام الجديد يزرعون الموت في كلّ بيت والحقد في كل قلب إن لم 

 يتوقف عن النّبض

          إنّ حماة دين الرّحمة و السّلم يضربون للعالم المثل في امتثالهم لدعوة السّلام التي صدع بها الاسلام يبرهنون على فهمهم السليم لمعنى الأخوّة و التسامح و الايثار فزرعوا الموت ليجتاح الكون من جذوره هول مستثار

ماذا ننتظر من شباب لم يفتح الكتاب إلاّ ليعشق الصّور.. والحال أنّ التدبّر هوالغاية ؟

ماذا ننتظر من كهول صدئت في جماجمهم  العقول ؟

ماذا ننتظر من أطفال زعزعت نفوسهم الهشّة محاضرات عن عذابات القبور وأهوال الجحيم يصوّرها لهم  شيوخ هم أجهل النّاس بقواعد التّربية السليمة القائمة على حبّ الحياة ؟ مربّون لا يعلمون الأطفال و هم يلعبون .

          كيف يثقّفون نفوسا بريئة تتوق إلى الجمال والمحبّة واللّين بالحديث عن هول  الحشر و النّشر و مراتب الجحيم ؟ كيف يزرعون في القلوب الأمل  وقد تغافلوا عن مشهد النبي سليمان متبسّما لقول النملة أوفعل من أقام الجدار الذي يريد أن ينقضّ أو قوله تعالى" وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"

ماذا ننتظر من منظّرين لثقافة الموت و الفناء؟