رسومات على ريش الطيور 195814.png

vendredi 27 juin 2014

مدينتي تشقيني بقدر ما تسعدني


zebla beb jebli 2

           بقدر ما يسرّني أن أكون من أبناء المدينة  يسيئني أن أعيش ما تعيشه مدينتي من مشكلات يخطئ من يقول إنّها من نتاج التطوّر و التّقدّم فقد حزّ في نفسي أن يتسلّل الوهن إلى الجسم السّليم فيعتلّ و يؤلمه الألم كلّه أن تبدو مظاهر العلّة واضحة تستدعي التدخّل السريع ولا تجد الطبيب المعالج ما أبشع أن تشاهد الورم ينتشر ولا تمتدّ يد الآسي لاستئصاله ! 

      ذلك ما نزل بمدينتي فقد شوّهتها مظاهر التلوّث و أفسدت جمالها القمامة تنتشر بشكل مفزع يدعو إلى الحيرة و الغضب والاستغراب من حضريين لم يطرق التحضّر أبوابهم لم تعد مدينتي المكان الذي يحلو فيه العيش و يهنأ فيه الانسان زائرا كان أو مقيما لم تعد المدينة مثالا للنظافة التي كانت من مميزاتهاutica en feu

.ظنّ من مجّ نظره أكداس القمامة تتضخّم ساعة بعد ساعة أن ّ النّار هي الحلّ ، ألم يقل المثل القديم آخر الدّواء الكي ّ الذي لا يكون إلا ّ بالنّار إذن فلتلتهم ألسنة اللّهب ما امتنعت الجهات المختصّة عن رفعه وقاية للعيون من مناظر مقرفة ، وغاب عن مجتهد لا يروقه أن تمتلئ الأرصفة والأركان والسّاحات و الطرقات بالفضلات أنّ حرق القمامة قد يكون أذاه أبعد وخطورته أشدّ ومن أدرانا بما تحتويه الفضلات من مواد سامّة تنتشر في الفضاء والصّدور ،و تلوث الهواء و تشوّه الواجهات وتستهدف صحة المواطن .
أعجب لكثيرين يهتمّون لتلوّث المحيط ويغفلون عن تلوث العقول فالنظافة تبداّ في العقول قبل كلّ شيء ومادامت ذهنية المواطن هي ذهنية التجاذبات العقيمة والأنانية الممجوجة ذهنية لا يهمّها أن يكون خيرها في شرّ غيرها وأن تبنى هناءها على شقاء سواها وأن تستعرض عضلاتها في أوقات كان ينبغي أن توظّفها في ما ينفع البلاد و العباد .سنبقى إذا ما حرّكتنا مثل هذه الذهنية الطفولية غير المسؤولة شعبا يشقى بين أكداس القمامة وسحابات الأدخنة وموجات الرّوائح الكريهة .
      في مدينتي يشقى الثابت و المتحرك يألم الأعمى و البصير يتوجّع العامل و الخامل يتأفّف الرجل و المرأة فهل نزل القاء من السماْ ؟ هل ورد علينا من وراء البحار ؟ هل استورده المحتكرون للتجارة الموازية ؟ هل استقدمه المنبهرون بدعاة الموت من أثرياء دول النفط ؟ رأيي أنّ شقاءنا صناعة أيدينا ، نتاج جهلنا ، ولأنّ عقولنا متحجرة ، ولأنّ قلوبنا ما تخلّصت من أقفالها سيبقى التلوّث يسكننا .











Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire