رسومات على ريش الطيور 195814.png

samedi 1 mai 2021

إنّما الصدقة لصاحبها

 

                                     

     أمرنا غريب حقا ، نكون متفضّلين كرماء مع من اتسع رزقه فلم يعد يستحقّ العطاء و في المقابل نمارس نفوذنا و ننفّذ أمرنا حين نتعامل مع محتاجين قلب لهم الدهر ظهر المجنّ .ما هذا النفاق الذي يسكن في أعماقنا و يملي علينا سلوكا إذا ما أتاه غيرنا استنكرناه و شهّرنا به .

     أما تعلّم الواحد منّا طرائق التّعامل مع الناس دون تمييز بين قرويّهم و حضريّهم ، بين فقيرهم و غنيّهم ،  ، بين عربيّهم و أعجميّهم ، بين سائسهم و مسوسهم ..

     قلّة أولئك الذين يدفعون بسخاء حين يشترون من فقراء ، قلّة هم الذين يشترون أحيانا ما لا حاجة لهم به فقط لأنّ البائع من الكادحين و لأنّ دافعهم اختزال محنة غيرهم بأسلوب ذكي .و قليلون هم الذين لا ينزلقون في الخطأ فيبخسون الفقراء أشياءهم المعروضة للبيع .

       أمرنا عجيب فحتّى لو بُسط لنا الرّزق كما لم يُبسط لأحد سوانا فإنّنا نعمد إلى الضّغط على أسعار ولو كانت معقولة لسلع يعرضها فقير للبيع ولا يتبادر إلى أذهاننا ولا نفكّر في هذا الأمر حين نتعامل مع أثرياء يعرضون علينا كمالياتهم بل إنّنا نضيف لأثمانها المشطّة أحيانا ما نحسبه  يرفع قدرنا عند هؤلاء .

      أن ترحم من في الأرض و بطريقة متحضّرة و أسلوب راق فذاك من عزم الأمور لأنّ كرامة الانسان ليس لها ثمن قابل للمساومة و النقاش. و التفضّل أفضله ما غلّفته المشاعر الانسانية النبيلة و أخفاه الحرص الشديد على صون كرامة المحتاج من جهة و تزكية ذات المتفضّل من جهة أخرى .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire